الجمعة 31/أكتوبر/2025

في حب المملكة – بمناسبة اليوم الوطني السعودي

في حب المملكة – بمناسبة اليوم الوطني السعودي

 

قاسم ميرغني محمد الحسن

أنادي في أعماقي المدنَ والطرقات، أستحضر الحضارات، وأتّكئ على جنباتها، فلا أجد أجمل منك يا رياضَ المحبة والجمال.
أتيتُك تائهًا، فوجدتُ فيك المأوى والملاذ، واحتضنتني القلوب الطيبة، فكان الأهل هم الأهل، وكانت الكلمات هي الترحيب، وكان الدفء هو الاطمئنان.
فتحتم لنا قلوبكم قبل أبواب دياركم، وكانت كلماتكم الحلوة البسيطة رسائلَ حبٍّ وأخوةٍ تنساب كالعطر في الأرجاء.

تاهت مني الحروف، وتعثّرت الكلمات أمام هذا الجمال الذي يسكنك، ويقود العشق إليك، ويستوطن في دواخلك.
فالوطن لا يُبنى بالأمنيات، بل بالعمل والإخلاص والجد والتفاني، والمملكة العربية السعودية روايةٌ تُروى بإنجازاتها، لا تُكتب فقط بالحبر، بل تُحفر في الذاكرة.

ولو أردتُ أن أكتب عن إنجازات هذا الوطن العظيم، لاحتجتُ إلى مجلدات.
لم أعتد أن أُمجّد الملوكَ والحكام، لكنني وجدت أمامي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وقد مجّد نفسه بأعماله الجليلة في خدمة الحرمين الشريفين، واستضافة الحجاج والمعتمرين.
هو القائد الذي يحمل في قلبه مكةَ والمدينة، وفي عقله الحكمة، وفي يده زمام التاريخ.
رجل الدولة الذي خبر السياسة والإدارة، فكان حاضرًا في كل مفصلٍ من مفاصل المملكة، منذ تأسيسها حتى نهضتها الحديثة.
في عهده ارتفعت راية الحرمين، وتوسعت مشاريع الخير، وامتدت يد العطاء إلى كل ركنٍ من أركان الوطن.
ملكٌ جمع بين الحزم والرحمة، وبين الأصالة والتجديد، فكان أبًا للشعب، وراعيًا للتنمية، وسندًا للأمة الإسلامية والعربية.

أما سموّ وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، فهو فارسٌ خرج من رحم هذا الوطن الطيب، يمتطي صهوة جوادٍ أبيض، يزلزل الأرض بعزيمة الشباب، ورؤيةٍ تتجاوز طموحات الكبار، بثقةٍ لا تعرف الحدود.
هو الحلم الذي أصبح رؤية، والرؤية التي أصبحت واقعًا.
شابٌّ طموح، لكنه بحكمة الكبار، وفكرٍ يتخطّى حدود الزمان والمكان.
قاد التحول الوطني برؤية المملكة 2030، ففتح آفاقًا جديدة في الاقتصاد والسياحة والثقافة والتقنية، وجعل من المملكة مركزًا عالميًا نابضًا بالحياة والطموح.
هو القائد الذي لا يعرف المستحيل، يؤمن بأن الشباب هم وقود المستقبل، وأن التغيير لا يُنتظر بل يُصنع.
يمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيةٍ نافذةٍ، ليصل بالمملكة إلى آفاق مستقبلٍ مشرق.

رؤية المملكة  2030 ليست مجرد خطةٍ تنموية، بل هي وثيقةُ طموح، ومشروعٌ حضاري، ونقلةٌ نوعية في تاريخ الوطن.
رؤيةٌ تستند إلى مكامن القوة، وتستثمر في الإنسان، وتفتح أبواب المستقبل أمام الأجيال القادمة.
هي وعدٌ بأن المملكة لن تكون فقط بلدًا غنيًا بالنفط، بل غنيًا بالثقافة، والابتكار، والفرص، والإنجازات.

وفي يومكم الوطني نقول:
شكرًا الملك سلمان بن عبد العزيز، وشكرًا لوليّ عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وشكرًا لشعب المملكة الكريم المضياف.
بارك الله فيكم، وأطال أعماركم، وجعل بلادكم منارةً للخير والبركة.
كل عامٍ والمملكة العربية السعودية بخير، ودام عزُّها وفخرُها للأمة الإسلامية والعربية.

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار