الجمعة 31/أكتوبر/2025

قائمة مطلوبات هلالية قبل لقاء البوليس..

قائمة مطلوبات هلالية قبل لقاء البوليس..

طق خااااص

خالد ماسا

 

تحت لافتة "الإعداد" للاستحقاق الإفريقي القادم، أدّى هلال الأمة وديّتين أمام سيمبا التنزاني، نعتقد أنّهما أتاحتا للروماني ريجيكامب فرصة تصفّح أوراق خطته الفنية وقراءة ما لديه من إمكانيات قبل امتحان البوليس الكيني في الأسبوع القادم، وهي مواجهة كان من الطبيعي ألّا تكون ذات قيمة فنية تُذكر، لاعتبارات تتعلّق بقيمة الهلال ووزنه وتاريخه في البطولة، في مقابل بوليس كينيا، لولا الظروف التي عاشها الهلال في أولى خطوات موسمه بخسارة لقب سيكافا الذي كان في متناول يده الفنية.
ذلك الخروج صدّر للجمهور طاقةً سلبية، من المؤكد أنّها أثّرت في تفاعله مع نتائج الفريق لاحقًا في الدور التمهيدي للبطولة الإفريقية، رغم تحقيق الصعود.

فنيًّا، ودون الاستناد إلى الفوز العريض برباعية على سيمبا في اللقاء الودي الثاني، فإنّ ريجيكامب الآن ليس ريجيكامب ما قبل "سيكافا". فهو عمليًّا شاهد ووقف على مستوى كل لاعبي الهلال في ظروف متباينة، سواء في أجواء اللعب التنافسي أو الودي.
وإذا استبعدنا المصابين، فإنّ مشاركة لاعبي الهلال مع المنتخب الوطني والمردود الذي قدّموه تضعهم في قمّة الجاهزية للدخول إلى تشكيلة الروماني بارتياح.

وزاد على ذلك أنّ مدرب الهلال أُتيحت له فرصة مشاهدة فريق البوليس الكيني قبل لقاء الذهاب، وهو أمر في السابق كان من النوافل بحساب مستوى الأندية الكينية ونتائجها أمام الهلال.
ومع استعادة جزءٍ من العناصر التي كانت مع المنتخب الوطني، يمكن القول إنّه لا توجد حجج فنية لريجيكامب هذه المرة، وعليه أن يعلم أنّه مطالب بالحسم من نيروبي، لأنّ أي نتيجة غير الحسم المبكر ستجعله يذهب إلى ليبيا تحت ضغط نتيجة اللقاء الأول.

فنيًّا أيضًا، يلزم أن نتوقّف عند تفاصيل الحوار المتداول مع مدرب البوليس الكيني، البوروندي، والذي يبدو مُحصّنًا بالاحترافية وغير متفلّت في تصريحاته.
فهو يعلم أنّ الهلال تجسّس على فريقه في نيروبي، ولا يبدو مكترثًا لذلك، بل ردّ بأنّه بدوره استكشف الهلال، وقال صراحةً إنّ عينه على حافز الصعود الكبير، وإنّه يدرك أنّه يواجه فريقًا كبيرًا في البطولة، ولم يبرّر خسارته أمام مقديشو سيتي بالأعذار، ما يعكس شخصية مدرب واقعي يعرف أهدافه ويسعى لتحقيقها.

إعلاميًّا وجماهيريًّا، يحتاج الهلال فعليًّا إلى إعادة ترتيب أوراقه التي تبعثرت بعد الأداء المتواضع أمام جاموس جوبا، وسط حالة انقسام بين جمهورٍ احتفى بالصعود بغضّ النظر عن الأداء، وآخرين غلب عليهم التشاؤم دون مراعاة للظروف المحيطة بالفريق حينها.

نتيجة المباراة الثانية أمام سيمبا يجب أن تُوضع في موضعها الصحيح: مؤشّر عام للأداء لا معيار نهائي. فهي تمنح انطباعًا إيجابيًا، لكنها لا تكفي للحكم على الجاهزية الكاملة قبل مواجهة البوليس الكيني.
كرة القدم اليوم تُلعب على التفاصيل، ومباراة سيغيندا التنزاني في نهائي "سيكافا" مثال واضح؛ إذ كانت العموميات تقول إنّ اللقب محسوم، لكن التفاصيل هي من بدّدت الحلم، كما فعلت لقطة الفدائي بيتروس أمام جاموس، حينما مالت التفاصيل لصالح الهلال.

إعلاميًّا وجماهيريًّا أيضًا، لا أجد مبرّرًا لهدر الوقت والحبر في الاهتمام بنتائج مباريات المريخ الودية، فالمريخ عمليًّا خارج دائرة المنافسة الإفريقية، ولن يلتقي الهلال حتى محليًّا قبل فبراير المقبل – إن انطلقت المنافسة المحلية.
أما الكيد الصحفي و"المكاواة" الجماهيرية، فهي لا تصنع وعيًا رياضيًا، بل تُلهينا عن تصحيح عوج رقبتنا الفني والإداري لا أكثر ولا أقل.

جماهيريًّا، وحتى لا يضيع جهد القرار الإداري بنقل لقاء الإياب من زنجبار إلى ملعب شهداء بنينا بليبيا سدىً، علينا أن نتّعظ بتجارب غيرنا.
فالمريخ في لقائه الأخير لم يستفد من السند الجماهيري الذي توقّعه حين اختار الملعب نفسه، بسبب إهمال "التفاصيل".

الحشد الجماهيري المنتظر من أبناء الجالية السودانية في ليبيا، وامتلاء مدرجات شهداء بنينا بسعتها الكاملة في لقاء الإياب، هو فرض عين هلالي لا ترف.
ذلك أولى من الانشغال بالمناكفات الإعلامية مع فريقٍ خارج حساباتنا إفريقيًّا ومحليًّا، وأجدر بجمهور الهلال أن يركّز على التفاصيل التي تصنع الفارق، لأنّ لدينا ما يمكن أن نخسره، بينما غيرنا لا يملك شيئًا ليخسره.

 

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار