 
            بلا ميعاد: عوض أحمد عمر
•    مع اقتراب الموعد المرتقب للمباراة المهمة أمام البوليس الكيني، يجد الهلال نفسه أمام تحدٍّ مزدوج بين ضرورة استكمال تحضيراته الفنية والبدنية على الوجه الأمثل، وبين التزامات المنتخب الوطني التي اقتطعت تسعة من نجومه استعدادًا لمواجهتي موريتانيا وتوغو في تصفيات كأس العالم.
•    هذا التضارب المتكرر بات يشكّل هاجسًا حقيقيًا للجهاز الفني، الذي يسعى بكل الوسائل للحفاظ على جاهزية الفريق قبل المباراة التي تمثل جواز المرور إلى مرحلة المجموعات.
•    ورغم حرص الهلال على تنفيذ برنامج إعدادٍ شاملٍ متكامل يشمل مباريات ودية قوية أمام أندية سيمبا والشباب وعزام، فإن غياب أيٍّ من العناصر الأساسية خلال فترات التحضير يُعقِّد من مهام المدرب ويُضعِف من إعداد الفريق.
•    ومع أن مشاركة اللاعبين الدوليين واجبٌ وطني لا خلاف عليه ولها الأولوية، إلا أن تكرار هذا التضارب — خاصةً قبل الاستحقاقات القارية الحساسة — يفرض على الاتحاد وجهازه الفني والأندية ضرورة التنسيق المبكر ووضع المعالجات التي تُراعي مصلحة الأندية والمنتخب.
•    يدخل الهلال هذه المرحلة المهمة من التحضيرات وهو يُدرك أن مواجهة البوليس الكيني تمثل منعطفًا مهمًا في مشواره الإفريقي، وأن تجاوزها سيعني الكثير على المستويين الفني والمعنوي.
•    فقد أعدّ الجهاز الفني برنامجًا متكاملًا تتخلّله عددٌ من التجارب الودية؛ يبدأ اليوم بمواجهة سيمبا التنزاني، على أن تتواصل المباريات أمام الشباب وعزام، ضمن خطةٍ لرفع معدّل الجاهزية البدنية واختبار القدرات التكتيكية في بيئة تشبه أجواء المنافسة الرسمية.
•    هذه التجارب لا تقتصر على الإعداد البدني فحسب، بل تمنح المدرب فرصة لتجريب عناصر جديدة، وتقييم مدى الانسجام بين اللاعبين الجدد والقدامى، والوقوف على جاهزية البدلاء لتعويض الغيابات المحتملة.
•    لكن العقبة الأكبر التي تواجه الهلال لا تتمثل في المنافس نفسه بقدر ما تتمثل في اختلال الإعداد بسبب تداخل الالتزامات مع المنتخب الوطني.
•    فقد عانى الفريق في فتراتٍ سابقة من فقدان عددٍ كبير من لاعبيه خلال بطولة سيكافا الماضية، إذ غاب أكثر من خمسة عشر لاعبًا بين استدعاءاتٍ للمنتخب وإصابات، مما أثّر على برنامج الإعداد، ومن ثم على تحقيق النتائج المرجوّة.
•    واليوم يتكرر المشهد ذاته قبل مباراة تُعدّ الأهم في مشوار الفريق في البطولة الإفريقية.
•    ورغم التحديات، فإن الهلال يسعى إلى تحقيق الاستفادة القصوى من معسكره الإعدادي، مع المحافظة على الروح المعنوية العالية للفريق.
•    حيث يعمل الجهاز الفني على الوصول إلى أعلى درجات الجاهزية الفنية والبدنية قبل مواجهة البوليس الكيني، خصوصًا أن التأهل إلى دور المجموعات يعد هدفًا استراتيجيًا للنادي وجماهيره، لما يحمله من مكاسب، إلى جانب تثبيت حضور الفريق بين كبار أندية القارة.
▪آخر الكَلِم▪
•    لمراعاة أهمية مباراة الهلال أمام البوليس الكيني، كان من الأفضل بدلًا من اختيار تسعةٍ من لاعبي الفريق للمنتخب الوطني توسيعُ دائرة الاختيار لتشمل لاعبين من أندية المريخ والأهلي مدني والزمالة والمحترفين بالأندية الخارجية.
•    ومع ذلك، تبدو مواجهة البوليس الكيني اختبارًا حقيقيًا لقدرة الهلال على تجاوز الظروف والتحديات.
•    فالفريق يمتلك خبرةً وتجربةً إفريقية طويلة، وروحًا قتالية عُرِف بها في المواقف الصعبة.
•    وإذا نجح في استثمار هذه المرحلة من الإعداد والاستفادة من التجارب الودية، فسيكون على أعتاب تأهّلٍ مستحقٍّ إلى دور المجموعات، يؤكد من خلاله أن الهلال — مهما كانت الصعوبات — يبقى حاضرًا في المواعيد الكبرى.
Omeraz1@hotmail.com 
0 التعليقات:
أضف تعليقك