الجمعة 31/أكتوبر/2025

قراءة في الانتصار الهلالي...

قراءة في الانتصار الهلالي...
طِق خاااص
خالد ماسا
 
المدخل لقراءة الانتصار الهلالي على نادي البوليس الكيني في ذهاب مباريات الدور الثاني لبطولة الأبطال هو معرفة تأثيرات نتائج الميدان على المزاج الأزرق العام، والتي نرى بأنها من الحصافة الإدارية أن يتم توظيفها بشكل إيجابي لفائدة الفريق في قادم المواعيد.
المسح الأولي لردود أفعال الجمهور الهلالي في بورصة الفضاء التفاعلي عُقابيل نتيجة نيروبي الإيجابية يقول بارتفاع أسهم التقييم الفني، سواءً للاعبين أو لجهازهم الفني، والغالبية أخذت الجانب الفني بعموم النتيجة دون الاكتراث للتفاصيل الفنية المتعلقة بالأخطاء أثناء المباراة، بعكس ما حدث في لقاء التمهيدي الأول، حيث لم تُترك صغيرة أو كبيرة قام بها ريجيكامب أو اللاعبون إلا ووجدت حظها من التفكيك الفني والانتقاد، الشيء الذي شكّل عبئًا كبيرًا على الفريق في لقاء الإياب. ولم يتوقف تأثير زلزال النتيجة في هذه الحدود، إذ وجّه الرأي العام فائض غضبته على اللاعبين والمدرب لتشمل الصفحة الرسمية ومجلس الإدارة. ولا أدري إن كانت هي "الصدفة" المحضة أم التعامل الاحترافي لمجلس إدارة الهلال عندما انحنى لعاصفة وغضبة جمهور الهلال ولم يتخذ أي ردة فعل لتخفيف الضغط كما تعودنا من مجالس سابقة في الهلال، ومرّ الصعود من الدور التمهيدي بسلام وبأقل خسائر تُذكر.
الدخول لمباراة أمس الأول أمام البوليس الكيني بأعباء ما حدث سابقًا أمام الجاموس هو السبب في الفرحة العارمة التي عمّت الأوساط الهلالية بعد الفوز، وهذا – برأيي – ليس له علاقة بقيمة المنافس أو حتى مستواه ومستوى المرحلة من المنافسة، التي يُعدّ تخطي هذا الدور فيها من المُسلَّمات عند أهل الهلال، وإنما بإزاحة "كوم" الكوابيس التي أقلقت مضاجع كل من تخيّل أنه كان من الممكن أن يغادر الهلال البطولة من هذه الأدوار. فغابت المقارنة بين ريجيكامب وفلوران، ولم يتحسّر أحد على عيسى فوفانا في وجود الحارس فريد.
ما نودّ أن نقوله، بحسب المقاربة أعلاه، هو أن "العواطف" وحدها لا تصلح كمعيار للحكم على مستوى الفريق في لعبة أصبحت "علمًا" يُقاس بالأرقام داخل وخارج الميدان. وهذا ما سبقتنا عليه الأندية التي جاءت من الخلف وحققت البطولات. وعندما نتحدث الآن عن ضعف المنافس في هذه المرحلة، لا يكون أبدًا للانتقاص من المجهود المبذول فنيًا وإداريًا حاليًا، ولكن لرفع مستوى الانتباه لقادم المواعيد التي تضع أمامنا أندية بمستويات أرفع وأقوى. ونعتقد بأنه ما من أحد لديه شكوك في أننا لو واجهناها بذات المستوى، فإن علم كرة القدم لن يمنحنا الانتصار. وشاهدُنا في ذلك نتائج النادي في كل مشاركاته السابقة، التي كانت بسبب تكرارٍ مملٍّ للأخطاء الفنية والإدارية.
الظروف الإدارية التي أحاطت بالفريق في نيروبي كان من الممكن جدًا أن تُلقي بظلالها على أداء الفريق، لولا مسافة الإمكانيات الفنية بين الهلال والبوليس الكيني، وأن حاول "المتهافت" العام أن يلعب دور "البطولة" كعادته ويدّعي أداء دور البطل في بيانه، ما هو فرض عين عليه بالاتصال للاطمئنان على البعثة أو رفع شكوى لدى الكاف لردّ الحق الهلالي والتواصل مع قيادة الاتحاد العام.
تعريف التكليف الإداري عند الأمين العام هو الحالات "الباردة" كتمثيل الهلال في اجتماعات المغرب، التي انتهى العزاء فيها بانتهاء مراسم الدفن، أو الظهور بربطة عنق في المعرض الرياضي المزمع عقده في السعودية، وسعى إليه على أربعٍ لينال شرف المشاركة. أما الحالات "الساخنة" التي يحتاج فيها الهلال لهيبته الإدارية التي تضبط سلوك الخصوم، فقد كانت غائبة في أحداث نيروبي التي لا يعلم فيها أمين عام المجلس أن "الكاف" عندما يعيّن مراقبين أمنيين لمثل هذه المباريات، فهو يمنحهم "التفويض" اللازم لاتخاذ القرارات، التي في الغالب تأتي متأثرة بثقل ووزن المفوَّض من النادي المستضيف ورئيس بعثة الفريق الزائر. وهذا ما افتقده الهلال، وبسببه لم يؤدِّ الفريق مرانه الرئيسي، وتنقّلت المباراة من استادٍ إلى آخر، بينما ينتظر أمين مجلسنا الهمام أن يساعده الاتحاد العام الذي لم يتحمل أعباء المنتخب الوطني.
ارتفاع المستوى الفني للهلال باتفاق كل المتابعين يتطلّب بالمقابل ارتفاع المستوى الإداري إلى أعلى من مستوى "استهبال" البيانات والتوضيحات الصحفية.
انتقال بعثة الهلال من كينيا إلى ليبيا مباشرة عبر طائرة خاصة شيء يشبه ويليق بالهلال، ويعبّر عن اهتمامٍ بالتفاصيل التي تُحدث الفرق في مثل هذه المواجهات، ويخفف من تأثير الإرهاق الذي يتحمله لاعبو الفريق، خاصة العائدين من المشاركات مع المنتخبات، إضافةً إلى مجهودات أخرى نعلم تفصيلًا من سكب العرق الإداري فيها حتى يستطيع الهلال أن يتجاوز بها العقبات والمتاريس التي وضعها الاتحاد العام في طريق الهلال.

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار