 
            رأي رياضي
إبراهيم عوض
التغيير سنة الحياة، ومنطق المؤسسات الرياضية لا يختلف عن ذلك، فكل إدارة تسعى لتجديد الدماء ورفع مستوى الأداء. ومن هذا المنطلق، اتخذ مجلس إدارة نادي الهلال، وبتوصية من رئيس القطاع الرياضي المهندس محمد إبراهيم العليقي، قرارًا بإعفاء مدير الكرة عبدالمهيمن الأمين، وتعيين المهندس عاطف النور خلفًا له.
من منظور منطقي، يبدو القرار مبررًا، نظرًا للفترة الطويلة التي قضاها عبدالمهيمن في المنصب، وما تراكم خلال تلك السنوات من ملاحظات وأخطاء أثرت على مسيرة الفريق.
العليقي، بصفته الأقرب إلى القطاع الرياضي، واطلاعه المباشر على سير العمل ومؤشرات الأداء، كان الأقدر على تقييم الموقف واتخاذ القرار المناسب. غير أن التوقيت الذي اختير لتطبيق هذا القرار، قبل أيام قليلة من مباراة نهائي كأس سيكافا، ألقى بظلاله على الاستقرار، وجعل رئيس القطاع عرضة لنيران النقد، خصوصًا بعد إخفاق الفريق في الفوز باللقب في مشاركته الحادية عشرة بالبطولة.
ربما يكون ما تراكم من أخطاء مدير الكرة السابق قد استدعى اتخاذ إجراءات تصحيحية، إلا أن توقيت القرار كما قلنا لم يكن في صالح الفريق، الذي كان أحوج ما يكون إلى الاستقرار الفني والإداري.
الأدهى أن الهجوم على المهندس العليقي في هذا الوقت لم يكن عادلا، إذ يجهل الكثيرون او يتجاهلوا حجم الجهد الذي بذله، من متابعة المشاكل وحلها، إلى السفر مع الفريق ومساندته في كل الظروف، هذه الجهود كان الأجدر أن تُثمن بالشكر والتقدير لا أن تُقابل بالجحود والنكران.
الظروف التي يعمل فيها مجلس إدارة الهلال استثنائية ومعقدة، ومع ذلك لم تتوقف مسيرة الفريق، وظل يحقق إشراقات جميلة لجماهيره، ابرزها الهيمنة على البطولات المحلية واستقراره الإداري والفني. لذا فإن الانتقادات الموجَّهة للعليقي بعد الإقالة وخسارة كأس سيكافا لا تليق بمقدار الجهد المبذول، ولا تتوافق مع قيم العرف الصحفي أو المجتمعي، فبدلًا من التجريح، كان الأجدر أن يُوجه له الشكر والاعتراف بما قدمه لنادي الهلال خلال هذه المرحلة الحساسة
0 التعليقات:
أضف تعليقك