 
            أهداف ملعوبة
عبدالمنعم محمد سيدأحمد
..................
الهلال يمرض ولا يموت، وما يعتريه اليوم ويصبغ عروضه بالسواد والقتامة هو مرض عابر وعلة سرعان ما تزول بإذن الله.
ولكل داء دواء إذا ما عُرف السبب، وهنا مربط الفرس في حال الهلال اليوم.
أين مكمن علته؟ وهل يخفى مكانها على إدارته حتى اليوم؟
فترة الإعداد وتجارب الهلال التي خاضها منذ سيكافا وما بعدها تعتبر كافية.
الانسجام بين لاعبيه قدامى وجدد ينبغي أن يكون وصل مرحلة لا بأس بها.
والمدرب أيضاً خاض مع الفريق أكثر من ثماني مباريات بجانب تمارينه، وهي معقولة نسبياً.
لم نسمع أبداً بشكوى من لاعب أو عضو بجهازه الفني سببها قصور في متابعة حالة أو تأخير مستحقات، ولا بشكوى من سوء المعسكر أو الطعام كما شكا إخوة لنا عندما ساءت عروضهم.
فماذا هناك بربكم؟
وما سبب هذا الأداء الذي لم نعتده من الهلال؟
لقد أعيتنا العلة وأرهقنا السؤال وجرح خواطرنا غياب الإجابة.
أهذا هو الهلال الذي هزم الأهلي فريق القرن بالثلاثية؟
أهذا هو الهلال الذي كسر غرور الترجي هنا وهناك؟
أهذا المسخ وهذه المسخرة التي نشاهدها يمكن أن تكون للهلال الذي أذل مازيمبي بكل جبروته بملعبه ووسط أهله ومرّغ أنفه بالتراب؟
أين أنتم يا سوباط ويا عليقي؟
ولن أسأل بقية بني أمية النيام على مقاعدهم الوثيرة.
أفيدونا رعاكم الله: هل نحن اليوم تحت طائلة عقاب عن ظلم ارتكبناه؟
هل ما يحدث اليوم من عروض باهتة وانتصارات بخلع الضرس سببه المدرب؟
أم هي تباعد الشقة بين المدرب وساعده خالد بخيت الذي أظنه لا يشير ولا يُستشار؟
وظني أنه لو كان يملك من الأمر شيئاً لما سمح بالأخطاء التي وقع فيها (ريجا) بالأمس، تلك الأخطاء التي كادت أن تنزع قلوبنا من جوف الصدور.
من منكم لم ينخلع قلبه عندما كاد أن ينفرد بمرمانا مهاجم الجاموس والتي كادت أن تكون هدفاً قاتلاً لولا لطف الله وشجاعة وبراعة الناميبي المقاتل بتريوس – حفظه الله – فقد حفظ ماء وجه الهلال من فضيحة كانت ستسير بذكرها الركبان بين جنوب العرضة وجنوب السودان، حيث جوبا وملكال وواو.
ويومها كان سيخرج أعقلنا وأمثلنا طريقة وهو يردد مع بلوم الغرب صديق عباس تلك الآهات الحارقة:
"آآه يا دنيا... حرااام يا دنيا"،
ثم يواصل بتصرف:
"(نفارق بطولتنا غير خاطرنا ونباري مجلسنا وأوهامنا... حرااام يا دنيا)".
تلك الهجمة الشرسة التي ما تزال ترعبني حتى الآن، وكان لاعب الجاموس يعدو نحو مرمانا، بل لقد أورثتني تلك الهجمة ما نسميه (نوم الديك على الحبل) أو (نوم الهضاريب والسهر)، وما أسوأه من نوم يجعلك وأنت في المنام تجري كمن يتعقبه جاموس أقرن.
خاتمة قولي: ليس لي سوى أن أحمد الله حمداً كثيراً إذ أنعم علينا بتجنب هزيمة كانت ستذرو بأحلامنا بعيداً وتنثر آمالنا أمام رحمة ريح عاصف وبرق قاصف.
ثم إني أحيّي وأذكر وأشكر جهد حارسنا وعزيمة الجان وبسالة الناميبي الفدائي بتريوس.
وأتمنى أن يصرف مجلسنا الموقر كل جهده في الأيام القادمة لمعرفة مكامن العلة وتلافيها قبل أن يتمكن الداء ويصعب العلاج.
والله المستعان.
0 التعليقات:
أضف تعليقك