أهداف ملعوبة
عبدالمنعم محمد سيدأحمد

..............................
اليوم لقاء الأشقاء، لقاء الأحبة الذين فرّقتهم أيدي الزمان الأغبر والسياسات الغبية.
اليوم تجمعنا المستديرة المستنيرة التي لا تمايز بين لون أو جنس.
اليوم تتمازج كل الألوان والأشياء؛ عربي جوبا وعربي مروي، ولكنة لسان حلفا ولهجة الأدروب.
لقاء تتشوق لرؤية وقائعه الأعين، وترهف له الآذان السمع.
كيف لا وهو لقاء أسد الشرى بجواميس الخلا؟
لقاء لا أستطيع التقديم له إلا بهذه الجمل والعبارات التي تؤكد أنه لقاء أشقاء ما ضاقت بهم أرض بلادهم، ولكن ضاقت وغابت وما استفاقت أخلاق رجال هنا وهناك، فكان الخطأ بل الخطيئة.
وقديمًا قيل:
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها
ولكن أخلاق الرجال تضيق
لقاء لا أستطيع التكهن بنتيجته، وإن جاءت الخبرة والتجربة والتصنيف في صالح الهلال، إلا أن العواصف والقواصف التي تعتكر فوق سماء الهلال اليوم لا يجدي معها تصنيف ولا يُعتد معها بتجارب.
فالهلال اليوم كقمر في ليلة تلبدت بسمائها سحب سوداء داكنة حجبت نوره عن أعين عشاقه، فما أن يخرج عن عتمة سحابة وظلمتها حتى تكتنفه أخرى.
وها هي الأخبار تنقل قولًا عن ريجيكامب، إن كان قد قاله فعلًا فقد فجّر.
قيل إنه قال ما معناه:
(يا أنا يا خالد بخيت في الهلال)!!!!
لا أدري لماذا وضع هذا الروماني نفسه في هذه الموازنة والمقارنة الخاسرة.
خالد بخيت في الهلال يا ريجيكامب أصل وأنت صورة.
خالد في الهلال صاحب حق ناله بإخلاصه وتفانيه وعرق جبينه.
وأنت أجير تأخذ من الهلال أجرك قبل أن يجف عرقك.
عمل خالد بخيت مع المدرب البروف المهذّب الراقي فلوران، وكانا على قلب رجل واحد.
أما أنت، فإن سيرتك تقول إنك لم تحتمل البقاء لأكثر من أشهر مع معظم الأندية التي تعاقدت معها، فكيف تريدنا أن نفضلك على خالد، حتى وإن كان لنا فيه رأي، إلا أنه ابن الهلال ومتى ما احتاجه الهلال لبّى النداء.
قلمي (يا ريجيكا) مع الاستقرار، ومع منحك فرصة كافية حتى يكون الحكم عليك منصفًا، ولكن لا أظنك ستمنح نفسك أو تمنحنا هذه الفرصة.
وبعيدًا عن هذا، فقد قرأت اليوم حديثًا عن فريق أحبّه وأشجعه، ولم تثنني عثرات الطريق التي عاقته، ولا حظوظ الليالي الكالحات التي داهمته عن تشجيعه، لأنه يمثل عراقة الكرة الإنجليزية وأصالتها.
إنه المان يونايتد، الاسم العنوان، والنادي صاحب الصولة والشأن، وإن جارت عليه الليالي بكدرتها فستصفو لياليه من بعد كدرتها... وكل دور إذا ما تم ينقلب.
يقول الخبر الذي قرأته:
(مانشستر يونايتد يحقق إيرادات قياسية رغم النتائج المخيبة في الدوري).
وتعليقي على الخبر:
أتدري لماذا؟
إنها العراقة والأصالة والفخامة التي لا تُشترى بالمال، ولا تهزها رياح نتائج العثرات العابرة.