الجمعة 31/أكتوبر/2025

لن تسير وحدك يا (مجلس الهلال)

لن تسير وحدك يا (مجلس الهلال)

طق خاااص

خالد ماسا


 

ويظن البعضُ إثمًا أنه بعد انتخاب الجمعية العمومية للهلال لمجلس الإدارة، يُصبح الواجب الهلالي بأكمله مسؤولية المجلس المنتخب، بينما تختار المكونات الأخرى مقاعد المشاهدة وتعفي نفسها من أي أعباء هلالية تستلزم وجود نسيجٍ هلاليٍّ متماسكٍ من كل المكونات باتجاه حماية الحق الهلالي والمشاركة في التصدي لكل ما من شأنه تعطيل مسيرة الهلال.

مجلس إدارة الهلال بتركيبته الحالية يعمل ويجتهد في كتاب الإنجازات، يُخطئ ويُصيب باختلاف وجهات النظر وزوايا "الشوف"، إلا أن الكل يستوي ويستقيم عندما يرتبط الأمر بالمصلحة العليا للنادي أو المساس بالحق الأزرق، ولن تجد من يخرج عن هذا الاصطفاف المتماسك لمصلحة الهلال. ويجب على أهل الهلال، وبمختلف آرائهم ومواقفهم، أن يفهموا بأن هذا المجلس يتخذ قراراته بناءً على التفويض العام الذي منحته له الجمعية العمومية ووفق ضوابط الدستور الهلالي لتسيير أعمال الهلال.

مشاركة الهلال الموسم الماضي في الدوري الموريتاني كانت نتاجًا طبيعيًا للظروف العامة التي فرضتها الحرب، وليس من باب الرفاهية التي ترغب فيها الإدارة، وفي سبيل ذلك التزم المجلس بتحمل أعباء مالية إضافية معلومة للجميع. ونعتقد بأنه قد أوفى هذا الالتزام حقه بشكلٍ مسؤول، ووفّر بقدرٍ ما الجاهزية البدنية والفنية التي ساعدت الفريق في الظهور بشكلٍ جيد في البطولات التي شارك فيها. وفي هذا الموسم انتبه المجلس مبكرًا لعدم تغير الشروط اللازمة لقيام الدوري المحلي، حتى لو استبعدنا الشرط الأمني، وخاطب الاتحاد العام برغبته في المشاركة في دوري خارجي، لأنها تُعد عاملًا مهمًا لتأهيل النادي للمنافسة الإفريقية التي يشارك فيها، إلا أن الاتحاد العام متأخر كثيرًا من حيث التفكير في حلولٍ لمشاكل واجهته منذ عام، وكان أقصى حدود تفكيره هي "كلفتة" دوري وإقامة جمعية عمومية اتضح أنها الأولوية عنده أكثر من رعاية نشاط كرة القدم في السودان.

منذ فبراير من هذا العام، وبقرارٍ سيادي، تشكلت لجنةٌ عليا لتأهيل الاستادات والملاعب السودانية، وهي غير مؤهلة قبل الحرب لاستضافة المباريات بحسب اشتراطات "الكاف"، وفي ذات الشهر من السنة نفسها انعقد أول اجتماعٍ لهذه اللجنة برئاسة حسن برقو، وجاء في الاجتماع ما يجيء في كل اجتماعات اللجان التي تتشكل بلا خططٍ وأهدافٍ واضحة، ولينتهي بها الأمر إلى أن الوضع في الاستادات والملاعب ظل كما هو: غير مؤهلٍ لاستقبال اللقاءات الدولية للمنتخب ولأندية السودان.

الآن لدينا فريقٌ يقاتل وحيدًا في إفريقيا، يسافر ويتحمل التكاليف، ويعسكر في الفنادق، ويستقدم الطواقم الفنية، ويسجل المحترفين من ماله الخاص، بينما عقل الاتحاد العام يتخيل أن مشاركة أنديته في دوريات خارجية سطرٌ جديد في كتاب فشله الذريع، فيتثاقل في الرد على الهلال الذي خاطبه بالمشاركة في دوري بديل، ويُمعن في المعاكسة بتشكيل لجنة المسابقات التي لا تملك لإقامة الدوري سوى "فهلوة" رئيسها عبر الصحف.

"المجاملات" الانتخابية جعلت من كُلية الدوري الممتاز وكالةً من غير "بواب"، ووصل العدد فيها إلى ٢٤ فريقًا، وربما يصل إلى ٣٠، ولا نبالغ إن قلنا إن ناديين أو ثلاثة كأقصى حد هم القادرون على توفير مياه الشرب لأنديتهم، ناهيك عن الترحيل والحوافز وبقية المنصرفات الأساسية، وهذا ما يجعل هذه البطولة "حولية" انتخابية وأكبر معيقٍ لطريق نادينا في اتجاه أداء واجباته الوطنية.

استعجلت بعض الأقلام المريخية وحملت "وش القباحة"، وادعت أن الاتحاد العام يتعاون مع الهلال تعليقًا على تجمع لاعبي المنتخب الوطني واختيار ملاعب مباريات المنتخب، حتى قبل أن يتأكدوا من استمرار ناديهم في المنافسة. ونحن هنا ندعو على الدوام بأن يتسع أفق الأقلام لما هو أكبر من الكيد الكروي، وأنه من أوجب واجبات الاتحاد العام أن يراعي مصالح أنديته التي تشارك باسم السودان، ولو كانت النظرة بهذا الضيق لقلنا إن إعداد الهلال قد تأثر كثيرًا بتجمعات لاعبي المنتخب ومشاركة عددٍ كبيرٍ من لاعبي الهلال وعدم حصولهم طوال الموسم على فترة راحة، ولكن الوعي الوطني يُلزمنا بالترفع عن الصغائر.

إصرار الاتحاد العام وتعنته في قيام الدوري المحلي في التاريخ المعلن يعني أن تستعد كل مكونات الهلال وتقف خلف مجلس إدارة ناديها، وأن يكون تماسك جبهتنا الداخلية هو سلاحنا لمواجهة لجان التخريب، لأننا لا نرضى أن يُفرد كائنٌ من كان عضلاته على حساب مجهودات نادينا ومسيرته الإفريقية.

اتحادٌ عام يريد أن يُقيم بطولته على أكتاف الأندية، وهو العاجز منذ سنين عن توفير راعٍ للبطولة أو استقطاب الدعم عن طريق تسويق الدوري بالبث والرعاية، لا يحق له أن يفرض على نادي الأمة دوريًّا يفتقر لأدنى اشتراطات قيام المنافسة.

بقصدٍ أو بدونه، فإن إعلان اللائحة المتعلقة بعدد اللاعبين المحترفين المسجلين في كشف الفريق بالشكل الذي يقوم به الاتحاد العام هو "جريمة" فيها سبق إصرارٍ وترصدٍ، لن يواجهها مجلس إدارة الهلال لوحده، بل كل الأمة الهلالية، حتى يرعوي ويعلم أن الهلال حاليًا ليس في نزهةٍ كروية، بل هو الآن في مهمةٍ وطنيةٍ ذات علاقةٍ بسمعة السودان.

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار