الجمعة 31/أكتوبر/2025

ما زلنا نملك الأمل

ما زلنا نملك الأمل

راي رياضي
إبراهيم عوض

في أمسية وطنية مفعمة بالأمل والعطاء، احتضن فندق مارينا بورتسودان أمس تدشين المبادرة الوطنية لدعم الصحة، برعاية كريمة من رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، وبحضور وزيري الصحة الدكتور هيثم محمد إبراهيم والثقافة والإعلام والسياحة خالد الأعيسر، إلى جانب عدد من الوزراء والسفراء ورجال وسيدات الأعمال والإعلاميين.
في دقائق معدودة، تجاوز حجم التبرعات سبعمائة مليون جنيه سوداني ومئات الآلاف من الدولارات، إضافة إلى معدات طبية وأدوية ومستشفيين قدّمتهما مبادرة “أيدينا للبلد” مع 100 مليون جنيه دعمًا مباشرًا.
هذه الاستجابة السريعة والمُلهمة لم تأتِ من فراغ، فهي تعبير صادق عن معدن هذا الشعب الذي لم تفقده الأزمات حسَّه الإنساني ولا حماسه الوطني. ففي الوقت الذي تعمل فيه وزارة الصحة بأقل من 30% من مواردها، يتسابق أبناء الوطن لسدّ الفجوة، مؤكدين أن السودان لا يزال بخير، وأن التكافل في وجدان شعبه ليس شعارًا بل ممارسة حقيقية متجذّرة في الوعي الجمعي.
لقد أثبت رجال وسيدات الأعمال والشركات والأفراد أن الإرادة أقوى من التحديات، وأن ما تهدم بالأمس يمكن أن يُبنى اليوم طالما بقيت فينا روح العطاء. كما دفعت مبادرة “أيدينا للبلد” المسؤولين إلى التفكير في توسيع قاعدة المشاركة، ليصبح دعم الصحة مشروعًا وطنيًا جامعًا يشارك فيه الجميع.
خرجنا من بورتسودان أكثر إيمانًا بأن السودان قادر على النهوض متى ما توحدت القلوب وتلاقت الأيادي. فهذه المبادرة ليست مجرد تبرعات مالية، بل رسالة حياة تقول إننا رغم الصعاب ما زلنا نملك الأمل، ونستطيع أن نُعيد بناء وطننا بعزيمتنا، وبأيدينا للبلد.

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار