 
            خليك دبلوماسي
محمد مامون يوسف بدر
في عصر العولمة لم تعد الدبلوماسية حكراً على المفاوضات السياسية والأمنية التقليدية، بل امتدت لتشكل شبكة معقدة من التفاعلات تلعب فيها الصحة دوراً محورياً. لقد برهنت التهديدات الإرهابية البيولوجية، وجائحة كوفيد-19، والأمراض التي تتفشى في أعقاب الكوارث والحروب، أن الأمن الصحي هو ركيزة أساسية للأمن القومي والاستقرار العالمي. وفي هذا الصدد، تبعث بعثة الأمم المتحدة في جنيف برسالة واضحة حول أهمية دعم التشريعات الدولية التي تُعزز الأمن الصحي، مما يضع على عاتقنا كسودانيين مسؤولية تاريخية.
إن السودان اليوم يواجه عاصفة مثالية من التحديات الصحية والطبيعية التي تهدد حياة الملايين من أبنائه. فحمى الضنك تفتك بالمواطنين، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً لتوفير المستلزمات الطبية والوقائية. والأخطر من ذلك، هو التحذير من أن نهر النيل الأزرق قد يخرج من مجراه محدثاً فيضانات كبيرة تهدد بكارثة إنسانية شاملة، حيث ستعم الأضرار وتتفشى الأمراض في ظل بنية تحتية صحية هشة أصلاً.
لذا فإننا نناشد بعثتنا الدبلوماسية السودانية المنتشرة في جميع أنحاء العالم، ونوجّه نداءنا هذا إليكم أيها السفراء والممثلون، بأن تتحول دبلوماسيتنا من التقليدية المعروفة إلى دبلوماسية الصحة النشطة. إن هذه اللحظة تتطلب شحذ الهمم وطرق جميع أبواب الدول الشقيقة والصديقة التي توجدون فيها. يجب أن يكون شعاركم "إنقاذ أهلي في السودان" هو المحرك لكل فعل ودعوة.
ندعوكم إلى:
ليست هذه المبادرة ترفاً، بل هي ضرورة وجودية. دبلوماسية الصحة هي استثمار في الإنسان السوداني، وهي الدرع الذي يحمي الوطن من تداعيات قد تعيده سنوات إلى الوراء. إن نجاحكم في هذا المسعى ليس مجرد إنجاز دبلوماسي، بل هو فريضة إنسانية وواجب وطني.
فلننهض جميعاً، وليكن شعارنا العمل الدؤوب حتى لا نفقد روحاً واحدة يمكن إنقاذها. الآن هو وقت العمل قبل فوات الأوان.
والله ولي التوفيق.
0 التعليقات:
أضف تعليقك