الجمعة 31/أكتوبر/2025

مجلس التسيير أمامه فرصة تاريخية للدخول في عصر الإدارة الحديثة!

مجلس التسيير أمامه فرصة تاريخية للدخول في عصر الإدارة الحديثة!
بهدوء
علم الدين هاشم
 
قرار لجنة الانتخابات بإعادة تعيين مجلس التسيير بذات الأعضاء لفترة جديدة، لم يكن مفاجئًا بقدر ما كان ضروريًا في هذه المرحلة الحساسة من عمر نادي المريخ، فالاستقرار الإداري هو الخطوة الأولى في طريق الإصلاح، وقد وجد القرار ارتياحًا واسعًا في الأوساط الحمراء التي تبحث عن الهدوء بعد سنوات من الصراعات والانقسامات.
وخلال الشهرين الماضيين، أثبت مجلس التسيير أنه قادر على تحريك الملفات الثقيلة التي ظلّت تؤرق المريخ طويلًا، فقد نجح في إعادة بناء الفريق بصفقات نوعية، وأعاد الثقة للمجموعة، وفتح باب الأمل مجددًا في عودة المريخ للمنافسة القارية. كما قطع شوطًا كبيرًا في معالجة ملف الديون، وهو الملف الذي كان كابوسًا يطارد كل الإدارات السابقة.
الجميل أن المجلس لم ينتظر كثيرًا بعد قرار إعادة تعيينه، فسارع إلى التعاقد مع شركة مختصة لإعادة تأهيل النادي والاستاد، تلك القلعة التي ظلّت مغلقة لسنوات بسبب الإهمال والتخريب. هذه الخطوة وحدها كافية لتؤكد أن المجلس يفكر بعقلية مختلفة، وأنه يريد أن يترك بصمة حقيقية في سجل المريخ.
لكن التحدي الأكبر الآن لا يتعلق بالمباني أو المنشآت، بل بالفريق نفسه، فالحفاظ على استقراره وتوفير مباريات تنافسية عبر إشراكه في دوري منتظم بدولة مجاورة هو واجب عاجل حتى لا يتأثر الإعداد قبل انطلاق الدوري الممتاز في فبراير القادم.
كما أن المجلس يملك فرصة تاريخية للدخول إلى عصر الإدارة الحديثة من خلال تطبيق النظام الإلكتروني لاكتساب وتجديد العضوية، بدلًا من الأسلوب العقيم الذي استمر لسنوات وظل مصدرًا للفوضى و”العضوية المستجلبة”. هذه الخطوة تستحق التفكير الجاد، وتنفيذها سيؤسس لثورة تنظيمية تعيد للنادي هيبته وقيمته المؤسسية.
وجماهير المريخ، التي تعاملت بوعي كبير بعد خروج الفريق من تمهيدي دوري الأبطال ولم تنجرف خلف الغضب أو الاتهامات، مطالبة اليوم أن تُكمل هذا الوعي بمزيد من الصبر والتفهّم لعمل المجلس في المرحلة القادمة، خصوصًا في ملف المنشآت الذي لا يحتمل التأويل أو التشكيك، لأنه أساس النهضة الحقيقية التي يحلم بها كل مريخي.
المطلوب من الجميع اليوم الصبر والثقة، فطريق الإصلاح طويل وشاق، لكن نتائجه تستحق الانتظار. فالمجلس الذي بدأ بإعادة التأسيس يحتاج إلى الدعم لا العجلة، وإلى الثقة لا التشكيك، حتى يكتمل البناء ويعود المريخ كما كان… كبيرًا في كل الميادين.

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار