 
            بلا ميعاد
عوض أحمد عمر
• في ظل ما تناولته الأخبار مؤخراً حول موقف مجلس إدارة نادي الهلال من المدرب ريجيكامب، بدا واضحاً أن الإدارة تحاول ترسيخ صورة من الثبات وعدم الانسياق وراء ما تسميه الانفعالات أو ردود الأفعال الآنية.
• فقد جاء التصريح باسم المجلس مؤكداً تجديد الثقة بالمدرب، ومشدداً على أن القرارات داخل النادي لا تُبنى على النتائج الوقتية أو الضغوط الإعلامية.
• غير أن هذا الموقف يفتح باباً واسعاً للتساؤل... هل هو نتاج نقاشات معمقة وتقييم فني متكامل استند إلى آراء أهل الاختصاص، أم أنه مجرد رد فعل مضاد لما تناقلته وسائل الإعلام من أنباء عن احتمال إقالة المدرب؟
• الإجابة على هذا السؤال لا تهم الإدارة وحدها، بل تهم جماهير الهلال الغالبة التي باتت غير راضية عن أداء الفريق ونتائجه الأخيرة.
• فالفريق خاض حتى الآن ثماني مباريات ما بين ودية ورسمية تحت إشراف ريجيكامب، دون أن يقدم ما يرضي التطلعات أو يعكس هوية وشكل الهلال المنتظر.
• الجماهير التي اعتادت على رؤية فريقها في صورة قوية ومقنعة، لا تزال في حيرة بين البحث عن "هلال جديد" يعكس طموحاتها، أو حتى استرجاع صورة الفريق ما قبل ريجيكامب بكل عِلاتها.
• المجلس في إفاداته أكد أنه قريب من الفريق ويتابع تفاصيله بدقة، وهذا أمر محمود بلا شك ويستوجب الرضا.
• لكن القرب الحقيقي والإيجابي لا يقتصر على تلقي التقارير عن فريق الكرة، بل يتجاوز ذلك إلى الإنصات للجماهير، والتواصل معها بشفافية أكبر من مجرد تصريحات عامة يتحاشى مصدرها حتى مجرد ذكر اسمه.
• الجمهور شريك أصيل في مسيرة أي نادٍ، ويتعاظم دوره عندما يكون النادي في حجم الهلال بجماهيره الغالبة.
• فحجب المعلومة عنه أو الاكتفاء برسائل إنشائية يضعف الثقة ويزيد الفجوة ويضاعف من الآثار السالبة لردود الأفعال الغاضبة.
• ما جرى في بطولة سيكافا الأخيرة ومباراتي الجاموس في افتتاح مشواره الأفريقي كان بمثابة جرس إنذار يستدعي التعاطي معه بالسرعة والجدية المطلوبة.
• الأداء لم يكن مقنعاً، والنتائج لم ترضِ طموحات الهلاليين، حتى وإن اختلفت التقديرات حول حجم مسؤولية المدرب في ذلك.
• بعض الأصوات ترى أن ريجيكامب يتحمل العبء الأكبر، بينما قد يكون للمجلس قراءاته المختلفة أو أسبابه التي يحتفظ بها لتقديرات لم يحن وقتها.
• لكن المهم أن هذه المرحلة يجب أن تكون مؤشراً يُستخلص منه الدروس الضرورية قبل المضي إلى استحقاقات أهم، وأولها مواجهة البوليس الكيني التي تمثل بوابة العبور إلى دور المجموعات، وهو الحد الأدنى من طموحات جمهور الهلال.
▪آخر الكلم ▪
• من الإنصاف أن نذكر أن رئيس النادي الأستاذ هشام السوباط ونائبه المهندس العليقي يبذلان جهوداً كبيرة تستحق التقدير.
• إلا أن هذه الجهود تحتاج أن تدعم بدائرة أوسع من الشورى من البيت الهلالي الواسع.
• الهلال يملك رصيداً ضخماً من الخبرات في صفوف قدامى لاعبيه ومدربيه وإدارييه، والاستفادة منهم في القرارات المصيرية، خصوصاً المتعلقة بالجهاز الفني وفريق الكرة، ستكون رافعة مهمة لتقليل الأخطاء وتوسيع مدى الرؤية.
• إن الاعتماد الكلي على الوكلاء أو الدوائر الضيقة في مثل هذه الملفات الحساسة قد يضاعف الأخطاء مهما كانت الثقة في الأشخاص المعنيين.
• المستقبل يتطلب من المجلس أن يفتح الأبواب لأبناء الهلال المخلصين أهل الوجعة، وأن يجعل من الشفافية والمصارحة منهجاً في التعامل مع الجمهور.
• بهذه الروح وحدها يمكن للهلال أن يتجاوز المطبات ويحافظ على بريقه، ومكانته التي يستحقها بين الكبار.
Omeraz1@hotmail.com 
0 التعليقات:
أضف تعليقك