 
            بهدوء ـ علم الدين هاشم
وجد المريخ نفسه مجددًا أمام واقع غريب ومؤسف: فريق بلا منافسات، واتحاد بلا خطة، وموسم محلي مجهول الملامح لا أحد يعلم متى يبدأ أو كيف يُدار!
بعد أن تبخرت فكرة المشاركة في الدوري الليبي، لم يعد أمام المريخ سوى خيار واحد: البقاء في بنغازي ومواصلة الإعداد إلى حين انطلاق الدوري الممتاز في فبراير القادم — إن صدق الاتحاد هذه المرة!
في الظروف الطبيعية، فإن بقاء نادٍ كبير بدون دوري يُعد خبرًا صادمًا، لكن في واقعنا الحالي يمكن تحويل الأزمة إلى مكسب، إذا أحسن مجلس التسيير — بالتنسيق مع الجهاز الفني — إدارة هذا “الفراغ الإجباري” بعقلية احترافية لا بردود الأفعال.
فالفريق الذي خرج مبكرًا من التمهيدي الأفريقي يحتاج إلى مراجعة فنية جادة، وإلى إعادة بناء شخصية تنافسية قوية، ولن تتاح له فرصة أفضل من هذه لتصحيح المسار بهدوء، بعيدًا عن ضغوط النتائج والجماهير.
لكن تبقى المسؤولية الكبرى على عاتق الجهاز الفني، فالمعسكر الطويل في بنغازي قد يتحول إلى إعداد مثالي أو إلى ملل قاتل، بحسب طريقة إدارته وتنظيمه.
المطلوب الآن برنامج ودياتٍ منتظم أمام فرق متاحة، وجدول إعداد بدني ونفسي واضح، مع فرض الانضباط الكامل داخل المعسكر، لأن التراخي في هذه الفترة يعني بداية موسم باهت لا يليق باسم المريخ.
أما الاتحاد العام، فقد أثبت مجددًا عجزه المزمن عن إدارة كرة القدم في السودان؛ فبين قرارات مؤجلة ومواسم بلا رزنامة واضحة، ترك جميع الأندية تدير شؤونها كما تشاء، وكأن الدولة لا تملك منظومة اسمها “اتحاد كرة”!
العجز في برمجة المنافسات أصبح عنوان المرحلة، والمريخ يدفع الثمن الأكبر لأنه صرف أموالًا طائلة من أجل إعدادٍ احترافي في بيئة لا تعرف معنى التخطيط.
عمومًا، قد يبدو الوقت طويلًا وثقيلًا، لكنه قد يكون أثمن ما يملكه المريخ الآن.. فمن يُحسن إدارة الفراغ، يصنع المستقبل.
0 التعليقات:
أضف تعليقك