 
            
مصر يا أخت بلادي يا شقيقة
يا رياضًا عذبةَ النبع ورفيقة، يا حقيقة.
مصر يا أم جمال... أم صابر
ملءُ روحي أنتِ يا أخت بلادي
سوف نجتثُّ من الوادي الأعادي
فلقد مدّت لنا الأيدي الصديقة.
مصر التي تغنّت لها كوكب الشرق أم كلثوم
مصر التي في خاطري 
مصر الحب والتاريخ وعنفوان المعرفة.
مصر هي النيل الذي يربط شماله بجنوبه، وهي الروابط والأواصر التي تجمع بين الشعبين الشقيقين
فالسودان ومصر توأمان في الجغرافيا والوجدان والتاريخ.
منذ أن وطأت قدماي أرض جمهورية مصر العربية، وأنا ألمح في كل شارعٍ وزقاقٍ وممر، وعند مدخل كل عمارة مصرية، أعدادًا كبيرة من السودانيين — أصحاب الوجوه السمراء المتعبة، والعيون التي أنهكتها الأيام.
وجوه تبحث عن العلاج، وأخرى عن لقمة العيش الكريمة، وثالثة تنشد الأمن والأمان بعد أن عصفت الحرب بأحلامها.
الحرب التي تجاوزت عامها الثاني وشارفت على دخول عامها الثالث،
تركت بصماتها القاسية على كل مستويات الحياة في السودان: الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية.
لقد أجبرت ملايين السودانيين على النزوح، داخل البلاد وخارجها، بحثًا عن الأمان والاستقرار
فامتلأت المدن المصرية بالأسر السودانية التي تركت خلفها ديارها وذكرياتها محفورةً في القلب بحسرةٍ وغصّةٍ لا تزول.
لقد كشفت الحرب عن أزمة إنسانية عميقة
وزادت من أعداد النازحين واللاجئين في دول الجوار
ناهيك عن تفكك الأسر والمجتمع، وانفصال العائلات وتشريد النساء والأطفال.
ومما زاد من معاناتهم ما يتعرض له بعضهم من عنفٍ واستغلالٍ نفسي وجسدي وابتزازٍ مؤلم.
فمتى تقف هذه الحرب؟
متى تستريح هذه الوجوه السودانية المنهكة من النزوح واللجوء، ومن السفر الشاق عبر الحدود والمطارات والموانئ والصحارى البعيدة؟
وجوهٌ أنهكها الترحال والبحث عن السلام والأمان والاستقرار بعيدًا عن وطنٍ كان يجب أن يكون هو الملاذ الآمن، لا مصدر الخوف والضياع.
أما آن لهذا الشعب المنهك أن يستريح؟
أما آن لهذه الحرب أن تتوقف؟
فقد تعب السودان... وتعب أبناؤه من الحروب التي لم تترك لهم سوى الوجع والحنين.
0 التعليقات:
أضف تعليقك