الجمعة 31/أكتوبر/2025

منتخبنا خارج الخدمة، وغياب نجوم المريخ عن تشكيلته ليس لغزًا!

منتخبنا خارج الخدمة، وغياب نجوم المريخ عن تشكيلته ليس لغزًا!

بهدوء

علم الدين هاشم

 

ودّع منتخبنا الوطني رسميًا تصفيات كأس العالم بعد مشوارٍ بدأ بالأمل وانتهى بخيبة أملٍ جديدة، لتتبدّد أحلام الملايين ويتكرّر المشهد المملّ ذاته كل دورة.
لكن من الخطأ الفادح أن نوجّه أصابع الاتهام للمدرب كواسي أو للاعبين وحدهم، فالمسؤولية الحقيقية تقع على اتحاد الدكتور معتصم جعفر ورفاقه الذين قتلوا المنتخب بالإهمال والعشوائية، وتركوا الإعداد للصدفة والمزاج!

في المرحلة الأولى من التصفيات، حصد المنتخب 10 نقاط من أربع مباريات بفضل الانضباط والاهتمام، لكن ما إن بدأ الاتحاد في التراخي والانشغال بالمناصب والسفر والولاءات حتى انهار كل شيء، فاكتفى المنتخب بثلاث نقاط فقط في خمس مباريات!
كيف لمنتخبٍ بلا برنامج إعداد، وبلا استقرار إداري، وبلا تخطيط علمي، أن ينافس على تذكرة المونديال؟!

اتحاد الكرة اليوم يعيش حالة انفصالٍ تام عن الواقع، فرئيس لجنة المنتخبات يتجول في الخارج أكثر مما يجلس في مكتبه، والاتحاد بأكمله يطارد المناصب الدولية بينما تتراكم شكاوى الأندية والاتحادات المحلية في الأدراج بلا حل!
إنها فوضى مؤسسية لا مثيل لها، يدفع ثمنها المنتخب الوطني قبل غيره.

أما غياب لاعبي المريخ عن التشكيلة الأخيرة فليس لغزًا، بل نتيجة طبيعية للدمار الإداري الذي خلّفته المجالس السابقة، بدءًا من مجلس النمير مرورًا بأبوجيبين، اللذين فرّطا في أعمدة الفريق الأساسية — عبر الإعارة أو الاستغناء — حتى أصبح الأحمر بلا نجومٍ محليين يستحقون ارتداء شعار المنتخب!

لذلك، فإن مجلس التسيير الحالي يستحق الإشادة على محاولاته الجادة لإعادة البناء رغم الخراب الذي ورثه، وقد بدأ فعلاً بخطوات واقعية في ضم صفقات محلية وأجنبية واعدة.
لكن المطلوب الآن صبرٌ جماهيري وثقةٌ متجددة، لأن الإصلاح الحقيقي لا يتم في يومٍ أو شهر، بل عبر رؤيةٍ طويلة المدى تُعيد المريخ إلى مكانته وتُسهم في نهضة الكرة السودانية كلها.

 

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار