الجمعة 31/أكتوبر/2025

من بهن يسهل الهوان عليه

من بهن يسهل الهوان عليه

أهداف ملعوبة

عبدالمنعم محمد سيدأحمد

 

باعدني عارض صحي قاهر عن الكتابة.
على مدى ثلاثة أعدادٍ مضت وأنا أغالب الأشواق ويغلبني المرض والإرهاق، وأعود اليوم وقد جرت بين يدي الغياب أحداث كثيرة؛ سأحاول، رغم اللياقة الضعيفة بسبب المرض، أن أمرَّ عليها مرورًا سريعًا.

ولعل ضياع حلم المونديال كان الحدثَ الأعظم، برغم أنه كان متوقعًا في ظل الغياب التام والكامل لاتحاد الفشل العام الذي ظل يتغطى بالأيام أملًا في أن تسعفه بقدرٍ جميلٍ وأملٍ يرتجى في الأحلام.
بينما ظل ينتظر العون المادي من دولةٍ أفقرَت خزانتها الحربُ والتزاماتُها الباهظة، ولكنها—وبرغم كل هذا—مدّت للمنتخب يد العون ما وسعها الجهد ولم تبخل.

وبمثلما اعتمد على دعم الدولة ماديًا، فقد اعتمد على الهلال فنيًا مستفيدًا من جاهزية نجوم الهلال من خلال الدوري الموريتاني والمنافسة الأفريقية ودوري النخبة.
وتفرّغ الاتحاد لاكتناز الدعومات والهبات والأسفار ذات الفوائد الدولارية.

وهنا تحضرني النكتة السخيفة باختيار معتصم جعفر في لجنةٍ من لجان الفيفا معنية بالتطوير، واختيار أسامة ضمن لجنةٍ للأمن والنظام.
وحتى لا أسترسل في أمر وصفته النكتة السخيفة، أكتفي بهذا الوصف.

وأنتقل للحديث في شأن آخر، وهو المتعلق بطلبات مجلس إدارة نادي الهلال لدى الاتحاد، التي يطلب فيها السماح له بالالتحاق بالدوري الجزائري لمواصلة الإعداد للبطولة الأفريقية التي أصبح فيها سيفًا وحيدًا يقاتل تحت علم السودان، بينما تعثر سيد الأتيام وكبَّا جواد الزمالة بعد بذل مشرف، بينما هوى وخَبَا نجم المريخ مبكرًا كما تعوّدنا واعتدنا منه.

لقد تعامل الاتحاد، الذي أدمن الفشل، مع طلبات الهلال باستخفاف واستهوان؛ استحقه إدارة الهلال تمامًا بهوانها وخنوعها.
ومن يَهن يسهلُ الهوان عليه.
ما لجرحٍ بميتٍ إيلام.

وانتظر الهلال على مدى شهرٍ أو أكثر منذ أن قدّم طلبه الأول انتظارًا للإجابة، إلا أن إدارة اتحاد الفشل العام تجاهلته تمامًا.
وما أن تقدم المريخ—العاطل عن أي تمثيل أو منافسة—بطلبٍ باللعب في الدوري الليبي حتى سارعت إدارة الاتحاد الأحمر بالاستجابة لطلبه.
وأردف ذلك أحد قادة الاتحاد بقول أشبه بما نسمّيه (الإضينة دقّوا واعتذروا له).

عفوًا عن الوصف، ولكنها إدارة نادينا التي وضعتنا موضعَ من يُنقاد من أذنه لا حول له ولا قوة.
قال أحد قادة الاتحاد، وبعد أن استجابوا لطلب المريخ، إنهم يدعمون طلب الهلال ورغبته باللعب في الدوري الليبي أو أي دوري يختاره.
ولكن بعد ماذا هذه الموافقة؟ بعد أن استكملت كل الدوريات متطلبات بدايتها وربما بدأت منافساتها.

مثل هذا التعامل مع الهلال — الفريق الوحيد الذي يحمل راية الوطن في أفريقيا — يجعلني أقول بملء فمي وقولٍ واضح إن هذا الاتحاد تقوده شلة مشجعين حمر تكره الهلال.
وعلى إدارة الهلال إما أن تجرد سيفها اليوم لحرب هذا الاتحاد والإطاحة به، أو أن تنتظر رد فعل جمهور الهلال القاسي الذي ينتظرها.

 

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار