الجمعة 31/أكتوبر/2025

والفضل ما شهدت به الأعداء

والفضل ما شهدت به الأعداء
أهداف ملعوبة
عبدالمنعم محمد سيد أحمد
 
............................
بالأمس أمسينا على فرحٍ جديد، أو نمنا على وسائد الفرح كما يُقال، ثم أصبحنا على يومٍ جديد بمعنوياتٍ مرتفعةٍ ونفوسٍ منشرحة، نكابد مشاق الحياة، ونستلهم الروح والعزيمة ورفض الهزيمة من الهلال.
الهلال هذا الفارس الذي تزيده الصعاب عزيمة، وتشعله التحديات عنادًا وعنفوانًا.
بالأمس، ومن بلاد جومو كينياتا، كينيا، أرض البن والشاي الكيني الذي يُعدّل المزاج المتقلّب، من أرض البن وعاصمتها نيروبي ذات الجمال والحُسن والإخضرار، انطلق المارد الأزرق الجبّار من بين الأحراش والغابات متحديًا كل الظروف، ومتخطّيًا كل العقبات التي وُضعت في طريقه، ليؤكد أنه الرهان الصائب والرائد الذي لا يكذب أهله.
بالأمس تخطى عقبة البوليس الكيني بعد عرضٍ أشجى وأسْكرَ مُعلّق اللقاء حتى أخذ يردّد: «الهلال سيد البلد».
نعم، أجبره الهلال كما أجبر غيره، في الداخل والخارج، حتى خصومه، على ذِكر فضله والاعتراف والشهادة عليه بأنه سيد أهله وعشيرته. وقديمًا قيل:
شهد الأنام بفضله حتى العِدى
والفضل ما شهدت به الأعداء.
وهكذا الهلال مذ عرفناه، يلعب دور السفارة متى ما سافر خارج بلده، ويعكس صورة الوجه الجميل لأمته وشعبه.
لا يكتفي الهلال بدور المتعة التي ينثرها بيننا، بل يواصل زحفه ممثّلًا لبلده، ليقول في أوضح عبارة إنه يجسّد الصمود والتحدي، ويبشّر بالمستقبل الناضر والغد الزاهر لأمةٍ لم يخضعها الطغيان يومًا، ولن تكسرها التحديات أبدًا.
نعم، هو الهلال بلسم جراحنا كلّما نزفت، ووسادة أجسادنا متى ما وهنت وأرهقها المسير.
هو الهلال الذي بهر، بنصاعة صفحته وحُسن سيرته، دولاب الأيام والأقلام، لتكتب أن مجده والعلو في سقفٍ واحد.
أو كما قيل:
أحوال مجدك في العلو سواء
يومٌ أغرّ وشيمةٌ غراء
أصبحت أعلى الناس قمةَ سؤددٍ
والناس بعدك كلّهم أكفاء.
حقًّا، الهلال الآن هو القمّة الأعلى والقيمة المضافة إلى إنجازات الكرة السودانية الأغلى.
ومن بعده تتساوى بقية الأندية كلّها: المريخ، والزمالة، والأهلي، والمودة، وحي العرب.
وأسفاه على الموردة وحي العرب وهلال الثغر، هذه الأندية التاريخية، فرّج الله كُربتها وردّ غُربتها.
عفوًا أيها القارئ الكريم عن هذه «التخريمة» التي فرضتها مكانة هذه الأندية عند أهلها، وهم جميعًا أهلي.
ثم أعود إلى رجل الخطوة، صاحب الحظوة، قوس نصرنا، وواسطة عِقد حِساننا، وبهجة أم درماننا، الهلال الذي حطّ طائره الميمون بأرض الثوار، ليبيا، ودرة مدنها بنغازي، أم شهداء بنينا – رحمهم الله.
ومن على أرض ملاعبها الخضراء، وتحت نظر عشّاقه هناك، يبدأ الإعداد لجولة البوليس القادمة.
وعلى بركة الله يا هلال السعد في حلك وارتحالِك،
في هيبة جلالِك، وعظمة جمالِك،
وإلى لقاءٍ بإذن الله.

0 التعليقات:

أضف تعليقك

آخر الأخبار