وقف فريق «آكشن سبورت» خلال زيارته إلى مؤسسة الدكتور أبوذر الكودة التعليمية بفرعها في المنطقة الشرقية – الدمام على تجربةٍ تعليميةٍ فريدةٍ أصبحت تُعدّ من أبرز النماذج السودانية في التعليم النوعي بالخارج.
منذ انطلاقتها الأولى عام 2006 بفرعٍ واحدٍ في أم درمان، تحوّلت المؤسسة إلى منظومة تعليمية عابرة للحدود تمتد فروعها إلى السودان ومصر والسعودية، جامعةً بين الصرامة الأكاديمية والابتكار الإداري، ومحافظةً على روحها التربوية الأصيلة.
من السودان إلى العالم
في السودان، شكّلت مؤسسة الكودة نموذجًا للتوسع الذكي والمسؤول.
فقد افتتحت 60 مدرسة جديدة في ولاية الخرطوم وحدها إلى جانب مدارسها القديمة، لتغطي معظم المحليات برسومٍ مخفضةٍ المدارس الجديدة.
وتضم فروع الخرطوم اليوم نحو 30 ألف طالبٍ وطالبة، في وقتٍ أسهمت فيه المؤسسة ضمن مسؤوليتها المجتمعية في تشييد مدارس حكومية وتوفير 400 وحدة إجلاسٍ للمدارس الحكومية فضلًا عن مشاركتها في برامج العودة الطوعية من جمهورية مصر العربية وإعادة تأهيل المدارس المتضررة.
وفي عطبرة، شيدت المؤسسة مدارس متكاملة المواصفات في قلب الحرب، لتبرهن أن رسالتها التعليمية لا تعرف الانقطاع حتى في أصعب الظروف.
مسيرة نجاح متصاعدة
لم تكن للمؤسسة أي إذاعة بين الأوائل قبل عام 2019، لكنها بدأت بعدها رحلة الصعود المدهش:
* إذاعة واحدة في 2020
* ثلاث إذاعات في 2021
* ثمانٍ في 2022
* ثماني عشرة في 2023
* إحدى وثلاثون إذاعة في 2024
إنه تطور ممنهج يعكس التخطيط الدقيق وتكامل الإدارات، من الأكاديمية والفنية إلى التقويم والنشر الإلكتروني والأنشطة.
الإدارة الفنية... قلب المؤسسة النابض
، إن الخطط الدراسية تُعد وفق نظامٍ ثلاثي أو رباعي يشمل جميع المقررات، مع امتحانات شهرية موحدة بين فروع السودان ومصر والسعودية، لقياس المستوى بدقة.
وتؤكد أن اختيار المعلمين يخضع لمعاينات دقيقة الامتحانات تُرسل من مركز القاهرة وتخضع لتحكيم وتدقيق قبل الطباعة والتصحيح، مما يضمن العدالة والانضباط الأكاديمي.
التقنية والشفافية
يعيش ولي الأمر تفاصيل يوم ابنه الدراسي لحظة بلحظة عبر نظام النشر الإلكتروني، حيث تُرسل إليه تقارير فورية عن الحضور، الدروس، والتقييمات، بل وحتى صور من فترات الفطور والأنشطة، في تجربةٍ حديثةٍ تربط المدرسة بالأسرة وتعمّق الثقة في بيئة التعليم.
الأنشطة وبناء الشخصية
الأنشطة جزء أصيل من هوية الكودة.
فإلى جانب الأكاديميات الرياضية في القاهرة والإسكندرية والدمام، يوجد كورال موسيقي في القاهرة، وبرامج للفنون، والرسم، والمسرح، والصحافة المدرسية، ودوري للفصول يعزز روح القيادة والتعاون بين الطلاب.
التوظيف بالجدارة والتأهيل المستدام
التعيين في المؤسسة يتم وفق مراحل شفافة تبدأ بالسيرة الذاتية وتنتهي بحصة تفاعلية داخل الفصل، ولا مكان للمحاباة أو الواسطة.
وتقدّم المؤسسة دورات إلزامية سنوية وأخرى تأهيلية لغير خريجي كليات التربية، وتتكفّل بنصف تكلفة أي معلم يسعى لتطوير نفسه أكاديميًا.
هذه السياسة خلقت استقرارًا وظيفيًا وولاءً مؤسسيًا نادرًا.
التزام إنساني ومسؤولية مجتمعية
تمنح المؤسسة تخفيضات تصل إلى 50% للأيتام و60% لأبناء الشهداء، وتدعم زواج العاملين بمساهمات سخية، إضافة إلى برامج الدعم الاجتماعي الشهري للأسر في محيط المدارس بالسودان ومصر والسعودية.
كما موّلت شراء مساكن للعاملين، وقدمت سيارات للمديرين، وتمنح حوافز مالية وميداليات ذهبية سنوية للمتفوقين في الأداء.
بيئة محفزة ونتائج باهرة
تؤمن الكودة أن جودة التعليم تبدأ من جودة البيئة، لذا أولت اهتمامًا كبيرًا بتشييد المدارس وتجهيزها بأحدث المعينات.
: «كلما كانت البيئة محفزة، زاد الإقبال وتحسنت النتائج، وهذا أحد أسرار نجاح المؤسسه
خلاصة التجربة
ما رصدته «آكشن سبورت» في زيارتها لمؤسسة الكودة التعليمية بالدمام يثبت أن النجاح صناعةٌ لا صدفة.
فالمؤسسة تجمع بين الانضباط الأكاديمي، الرؤية التربوية، والمسؤولية الاجتماعية، لتقدّم نموذجًا سودانيًا مشرّفًا في المهجر، وترسخ مكانتها كإحدى أكثر المؤسسات التعليمية العربية انضباطًا وتطورًا.
هكذا تتحول كل حصة دراسية وكل نشاط طلابي في «الكودة» إلى خطوة جديدة في طريق صناعة المستقبل.

0 التعليقات:
أضف تعليقك