لم يعد الحديث عن محمد صلاح، نجم فريق ليفربول، يقتصر على أرقامه التهديفية أو إنجازاته التاريخية، بل بات التركيز منصبًا على التراجع الملحوظ في مستواه، وسط تكهنات متزايدة بشأن مستقبله، واحتمال رحيله نحو الدوري السعودي.
فالخسارة الأخيرة أمام كريستال بالاس (2-1) فجّرت موجة غضب على صلاح، إذ وصفت صحيفة ليفربول إيكو أداءه بأنه "باهت ويفتقر للأساسيات"، فيما أشار موقع  This Is Anfield إلى أنه بدا "خجولًا للغاية"، مكتفيًا بركلة حرة ارتطمت بالحائط وتمريرات غير مؤثرة.
التقييمات الرقمية لم ترحم النجم المصري؛ فقد حصل على 5.9 من موقع "صوفا سكور"، وهو الأضعف بين لاعبي ليفربول. أما الجماهير على منصة "إكس"، فاتهمته بعدم الفاعلية، متسائلين: "لماذا يسدد الركلات الحرة وهو لا يسجل منها أبدًا؟".
ترتيب مُخيب 
جاء صلاح رابعًا في سباق الكرة الذهبية لعام 2025 خلف عثمان ديمبيلي ولامين يامال،  وفيتينيا. ورغم أن الترتيب يعد إنجازًا، فإن مستواه أمام بالاس كشف عن أزمة ثقة حقيقية.
المدرب الجديد آرني سلوت لم يُخفِ قلقه، مؤكدًا أن الفريق "لا يسجل كثيرًا من اللعب المفتوح"، وأن صلاح جزء من منظومة تعاني هجوميًا. وأضاف: "نحتاج إلى وقت أكبر للتأقلم مع التشكيلة الجديدة".
تحليلات الأساطير
ديتمار هامان، نجم ليفربول السابق، ربط الأزمة بعامل العمر: "بعد الثلاثين يصعب الحفاظ على نفس المستوى في الدوري الإنجليزي". في حين رأى آلان شيرر أن صلاح "فقد ثقته بنفسه"، مشيرًا إلى أن مكانه على الطرف الأيمن ربما يقلل من خطورته.
حصيلة متواضعة
حتى الجولة السادسة، سجل صلاح هدفين فقط في الدوري، وهي حصيلة متواضعة بالنسبة لهداف اعتاد المنافسة على القمة. والأسوأ أن ليفربول افتقد قوته في غيابه عن التشكيلة الأساسية أمام غلطة سراي في دوري الأبطال، وهو ما وصفته ديلي ميل بـ"جرس إنذار" للفريق.
أزمة أفريقية 
مع اقتراب كأس الأمم الأفريقية في المغرب (ديسمبر المقبل)، يخشى ليفربول فقدان صلاح لما يقارب 10 مباريات حاسمة، تشمل مواجهات كبرى ضد آرسنال وتوتنهام، إلى جانب مباريات في دوري الأبطال وكؤوس إنجلترا.
صحف ألمانية أكدت أن ليفربول وضع الفرنسي مايكل أوليس، جناح بايرن ميونخ، كخيار أول لخلافة صلاح. اللاعب الشاب خطف الأضواء في أولمبياد باريس، وأبدع مع بايرن هذا الموسم، ما دفع ليفربول لرصد 100 مليون يورو لضمه.
ما بعد صلاح؟
بعمر 33 عامًا، ورغم عقده الممتد حتى 2027، تبدو مسيرة محمد صلاح مع ليفربول أمام منعطف حاسم. فبين ضغوط العمر وتراجع الأداء، وبين إغراءات الدوري السعودي وخطط ليفربول للمستقبل، يعيش "الملك المصري" أصعب اختبار في مسيرته الكروية.
ويبقى السؤال: هل يستعيد صلاح بريقه ليكتب فصلًا جديدًا في أسطورته مع ليفربول، أم أن النادي بدأ بالفعل في طي صفحة أيقونته الأبرز خلال العقد الأخير؟

 
                           
  
  
  
 
 
                 
                 
                 
                 
                
0 التعليقات:
أضف تعليقك