مجلس سهل على خطى الوالي.. مشروع الإنقاذ من داخل الاستاد
رغم المخاوف التي صاحبت تولي لجنة التسيير المريخية بقيادة المهندس هاشم سهل زمام الأمور، فإن المجلس الجديد نجح في فترة وجيزة في تجاوز كثير من التحديات التي وُصفت بالمستحيلة، ليبدأ رحلة إعادة البناء في فريق كرة القدم والمنشآت على حدٍّ سواء.
ورث مجلس سهل تركة ثقيلة من الإخفاقات التي تراكمت عبر المجالس السابقة، فكان سقف توقعات جماهير المريخ متواضعًا، لا يتعدى تسوية المخالصات المالية مع المحترفين والمدربين السابقين، وإبرام بعض الصفقات لتدعيم الفريق الذي فقد بريقه عقب رحيل أبرز نجومه نحو الدوري الليبي.
ومع أن اللجنة تسلّمت مهامها في توقيت حرج، فإنها نجحت في استقدام طاقم فني جديد وتوفير معسكر إعدادي مناسب، لتعيد بعضًا من الثقة المفقودة إلى الجماهير. وعلى الرغم من خروج الفريق المبكر من دوري أبطال أفريقيا، إلا أن الأنصار قابلوا مجهودات المجلس بتقدير كبير، إدراكًا منهم لضخامة التحديات التي واجهها في زمن وجيز.
خطوة تثير الجدل
لم تكتفِ اللجنة بملف الفريق، بل أقدمت على توقيع عقد صيانة وتأهيل استاد ونادي المريخ، في خطوة وُصفت بالجريئة، نظرًا لما يمثله هذا المشروع من ثقل مالي وإداري. وقد اعتبر كثيرون هذه الخطوة امتدادًا طبيعيًا لطموحات المجلس الذي يسعى إلى إعادة المريخ إلى موقعه الطبيعي رياضيًا وإنشائيًا.
لكن هذه الخطوة أثارت انقسامًا وسط جماهير المريخ، إذ يرى البعض أن الأولوية يجب أن تُمنح لبناء الفريق قبل الانشغال بالمنشآت، خشية أن تتشتت الجهود. في المقابل، يعتقد آخرون أن المجلس قادر على النجاح في الملفين معًا، وأن صيانة القلعة الحمراء تمثل استثمارًا في المستقبل يعزز مكانة النادي ويعيد له هيبته المفقودة.
تجربة الوالي ملهمة
ويبدو أن مجلس سهل استلهم تجربة الرئيس الأسبق جمال الوالي، الذي واجه في بداياته تحديات مشابهة، فاختار التركيز أولاً على ملف المنشآت، ليحوّل ملعب المريخ إلى تحفة معمارية ونادٍ نموذجي جمع الأنصار في أجواء فخمة وأنيقة.
وعلى الرغم من أن فريق الكرة آنذاك ابتعد عن البطولات لخمس سنوات، فإن إنجازات الوالي الإنشائية أكسبته أكبر إجماع جماهيري في تاريخ النادي، ورسّخت مكانته كأحد أبرز الرؤساء في مسيرة المريخ.
اليوم، يسير مجلس سهل على ذات الطريق بثقة وطموح، واضعًا نصب عينيه إعادة بناء المريخ من الجذور، بفريقٍ قادرٍ على المنافسة وقلعةٍ حمراء تليق بتاريخ الكيان.
وبين تشكيك البعض وتفاؤل الغالبية، يبقى الأمل أن ينجح المجلس في معركة البناء الكبرى، ليعيد للمريخ بريقه ومكانته بين الكبار.

 
                           
  
  
  
 
 
                 
                 
                 
                 
                
0 التعليقات:
أضف تعليقك