وصف المدرب المعروف محمد الطيب مورينو مواجهة الهلال وضيفه البوليس الكيني غدا الجمعة، ضمن إياب الدور التمهيدي الثاني من دوري أبطال أفريقيا، بأنها واحدة من أهم المباريات في مشوار الفريق نحو مرحلة المجموعات، مشيرًا إلى أن “الهلال يمتلك الأفضلية بعد فوزه ذهابًا بهدف دون مقابل في نيروبي، لكن النتيجة محفوفة بالمخاطر وتحتاج إلى تعامل فني ونفسي خاص”.
وقال مورينو المتواجد حاليا في الرياض لـآكشن سبورت إن “مثل هذه المباريات لا تحتمل التهاون أو الارتباك، لأن الفريق المنافس سيقاتل لتعويض خسارته على أرضه، كما أن كرة القدم لا تعترف إلا بالعطاء داخل المستطيل الأخضر”.
النفسية مفتاح الحسم
أوضح مورينو أن العامل النفسي سيكون مؤثرًا في لقاء الإياب، قائلًا:
“يجب ألا يغفل الهلال الجانب النفسي، لأن البوليس الكيني قد يدخل اللقاء بروح انتقامية بعد أن خسر أمام فريق كان يراه أقل منه، وبالتالي يجب على الجهاز الفني واللاعبين التعامل بذكاء مع هذه الحالة وعدم الاستهانة بالمنافس.”
وأضاف: “الهلال فاز خارج الأرض فوزًا مهمًا، لكنه في الوقت ذاته فوز محفوف بالمخاطر، فلو انتصر الفريق الكيني بهدف ستعيد المباراة إلى نقطة الصفر وتُحسم بركلات الترجيح، لذلك من الضروري تجهيز اللاعبين بدنيًا وذهنيًا لأي سيناريو محتمل.”
ممارسات غير منضبطة
تحدث مورينو عن الجوانب التنظيمية قائلاً:
“في مثل هذه المباريات قد تظهر بعض الممارسات غير المنضبطة داخل الملعب، سواء من الحكام أو اللاعبين، لذا يجب على مجلس إدارة الهلال أن يكون حاضرًا في الاجتماع التقليدي للمباراة، ويشدد على أهمية نزاهة التحكيم وتوثيق المباراة بشكل رسمي.”
خطة هجومية متوازنة
وحول الجانب الفني، قال مورينو:
“الفريق الكيني سيعتمد على ثلاث محاور أساسية: الهجمات المرتدة السريعة، والكرات الثابتة، واستغلال الأخطاء الدفاعية. والهلال عليه أن يتعامل مع هذه المحاور بحذر شديد، خصوصًا أن هناك إشكالية واضحة في التنظيم الدفاعي للفريق.”
وأشار إلى أن “الهلال سيلعب أمام جماهيره، ولذلك يجب أن يفرض أسلوبه الهجومي، لكن دون إغفال الواجبات الدفاعية والعودة السريعة عند فقدان الكرة، لأن أي خطأ بسيط قد يُكلف الفريق هدفًا غير متوقع.”
المبكر مفتاح التأهل
قال مورينو إن الهلال إذا نجح في تسجيل هدف مبكر “سيدخل البوليس الكيني في ارتباك كبير، لأنه سيكون مضطرًا للهجوم وترك المساحات، وهذا ما يمنح الهلال أفضلية مريحة”.
وأضاف: “في المقابل يجب على لاعبي الهلال ألا يسمحوا بتلقي هدف مبكر، لأن ذلك سيضعهم تحت ضغط نفسي كبير ويعيد المباراة إلى نقطة الصفر.”
فلوران والمدرب الجديد
تحدث مورينو بصراحة عن الأداء الفني للفريق في الفترة الماضية قائلاً:
“خلال فترة فلوران، كانت إدارة المنطقة الفنية للهلال تُعاني من أخطاء مؤثرة، سواء في التبديلات أو في قراءة المباريات، وهذه الأخطاء كلفت الفريق كثيرًا في النسخ السابقة من البطولة.”
ودعا المدرب الجديد إلى التركيز في اختيار العناصر الأساسية وعدم التسرع في التبديلات، مضيفًا:
“في المباراة السابقة كانت هناك تغييرات غير منطقية، مثل إشراك عبد الرؤوف في مركز لا يجيده، وهذا النوع من القرارات الفنية يجب أن تتم مراجعته بعناية من خلال اجتماعات فنية دقيقة قبل المباراة.”
توازن وانضباط
وختم مورينو تصريحه قائلاً:
“المباراة تحتاج إلى توازن بين الدفاع والهجوم، مع تفوق عددي في لحظات الارتداد والضغط، فالهلال يجب أن يلعب بتركيز عالٍ جدًا، ويتجنب الأخطاء الفردية والتكتيكية التي وقع فيها سابقًا.”
وتابع:
“إذا تعامل الهلال بواقعية، ولعب بعقلية الفريق الكبير الذي يبحث عن التأهل لا عن الفوز فقط، فسيعبر إلى مرحلة المجموعات بثقة ويبدأ صفحة جديدة نحو المنافسة على اللقب.”
0 التعليقات:
أضف تعليقك